منتديات طريق الحق

عزيزي الزائر اهلا بك وحياك الله

في منتديات طريق الحق

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات طريق الحق

عزيزي الزائر اهلا بك وحياك الله

في منتديات طريق الحق

منتديات طريق الحق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المراحل الدراسية ونتيجة عدم مواصلة المرحلة الجامعية

    avatar
    شعيب بن محمد
    زائر


    المراحل الدراسية ونتيجة عدم مواصلة المرحلة الجامعية Empty المراحل الدراسية ونتيجة عدم مواصلة المرحلة الجامعية

    مُساهمة من طرف شعيب بن محمد الأربعاء نوفمبر 05, 2014 4:11 am

    المطلب الثالث: مراحلها الدراسية,  ونتيجته عدم مواصلة المرحلة الجامعية:

    أولا ــ المراحل الدّراسيّة: المراحل الدراسية في  المدارس العربية الإسلامية تختلف على حسبِ إمكانية القائمين عليها, إلاّ أنّ أغلب المدارس تكتفي بمرحلتي الابتدائية والإعدادية, وقلَّما يستطيع فرد أن يُنشئ المرحلة الثانوية إلاّ من كانت له مساندة من جماعة محلية أو من قبل جمعيات خيرية, وأما المرحلة الجامعية فإنّها حديثة العهد.

    1. المرحلة الأساسيّة: أغلب المدارس تكتفي بهاتين المرحلتين, لعدم توفر الإمكانيات المادية, فعلى سبيل المثال, مدرسة دار القرآن والحديث فرع سيقو, والمدرسة المحمّدية بمدينة سيقو, حيث اكتفوا بالمرحلتين.

    2. المرحلة الثّانوية: وأما معهد الدراسات الإسلامية ببراولي يدرس المرحلة الأساسية بالإضافة إلى المرحلة الثانوية، ويعتبر أهمّ ثانوية في سيقو, بلغ عدد التلاميذ فيها 1300 تلميذ في العام الدراسي 2009 ـ 2010م, وأما مدرسة دار القرآن والحديث في مدينة طوبى فهي تُعتبر ثانوية  مثالية ناجحة في مجال التعليم الثانوي في دولة مالي. فقد بلغ عدد طلابها للعام الدراسي 2009 ـــ 2010م في المركز وفروعه 9700 من الذكور والإناث,  منهم حوالي 2500 في المركز طوبى ونسبة الوافدين إلى مركز طوبى يمثلون 80% , وأما العدد المتبقية فينتسبون إلى الفروع المنتشرة في أنحاء  جمهورية مالي في إقليم كوليكورو، وسيقو، وكاي، وموبتي, ويصل عدد هذه الفروع إلى (63) فرعا. وهنا يمكن الإشارة إلى نقطة وهي: عدم تقنين الدّراسة في هذه المرحلة, فالدراسة عامة ومختلطة بين المواد, أي لم يتم تقسيمها إلى شعب, فالثانوية عامة, فلا يتسنّى للطالب الإلمام بالقدر الكافي من المواد المدرّسة, فلا يستفيد من المواد الدينية, ولا العلمية, ثم يتخرج بشهادة لا تُمـَكِّنه من الالتحاق بتخصصات أخرى, وليس أمامه إلاّ خياران, إمّا التخصّص في الشريعة, أو التخصّص في اللغة العربية, فالسؤال المطروح: لماذا لا يُترَك التلميذ ليتعمق في هذين التخصصين منذ المرحلة المتوسطة مادام يجد التخصصات الأخرى مُنسدة أمامه؛ لكونه لم يتلق علوما تؤهله للالتحاق بتخصصات أخرى, وليس الغرض من هذا القول محاولة إنقاص قدر المواد العلمية, ولا المرحلة الثانوية, فالمواد العلمية لا يُستغنى عنها, لكن بشرط إعادة النظر في طريقة دراسة هذه المواد في المدارس العربية الإسلامية, وتقسيم الثانوية إلى شعب, وإن بقي الحال هكذا في تخبط, فإلغاؤها أفضل.

     كما أن المدارس بُنِيت لغرض ديني فقط, مما جعلت الحكومة تتخذ هذا الأخير ذريعة لإبعاد اللغة العربية عن الساحة الرسمية, وإبعاد أهلها عن الوظائف, إذن فما هي المبررات التي تستسيغ لها إقحام المواد العلمية في منهج المدارس؟ ألا يستدعي هذا منّا تساؤلات عديدة, ولماذا تهدر أوقاتا ما دامت هي لن تُوّظف أصحابها ولن تعترف بشهاداتهم كمثل قريناتها من المدارس الفرنسية؟

    إنّ تنظيم المرحلة الثانوية ليس في صالح الحكومة, وكدليل على ذلك الندوة الوطنية الثانية المنعقدة في شهر مارس 1999م تحت رعاية  يونس همي ديكو لدراسة أوضاع التعليم وخاصة تنظيم المرحلة

    الثانوية، واستيعابها من جديد في امتحان الشهادة الثانوية الوطنية. فعقب تلك الندوة حدث تعديل وزاري فاستبدل بالوزير ديكو, ديكو آخر؛ لتذهب توصيات الندوة أدراج الرياح.

     

    ج. الالتحاق بالدّراسة الجامعية

    إنّ انعدام جامعة عربية في دولة مالي يعد من أصعب العقبات التي تُسَبِّب نفورا من التعليم العربي الإسلامي, وبانعدامها نجحت خطط العدو وانتهت المعركة لصالح العلمانية, فقديما كانت فرص الالتحاق بالجامعات العربية سانحة للطلبة المتخرجين من المستوى الثانوي, لكن الآن لم يعُد هنالك قبول إلاّ للنّزْر اليسير. أمّا ما يتعلق بالتعليم العالي للعربية في المدارس الحكومة في مالي, فهو ينقسم إلى اتجاهين:

    الأول ــ اتجاه إعداد المعلمين: قسم اللغة العربية بالمدرسة العليا لإعداد المعلمين ( ENSUP) في بماكو, أعلن عن افتتاحه في العام الدراسي  1998 ــــ 1999م, ويديره قسم خاص ( Département  ( ويحتوي على:

    1- شعبة تكوين أساتذة المرحلة الثانوية ((PES يتم التحاق الطلبة بها بعد حصولهم على الليسانس من الجامعة, كان هذا سابقا، وأما الآن لا يلتحق إليها طالب متخرّج من الجامعة, ومدة الدراسة بها سنتان.

    2- شعبة تكوين معلمي المرحلة الأساسية(PEF)  يلتحق بها معلمو المرحلة الابتدائية والإعدادية بعد مرورهم بخبرات علمية, ومدة الدراسة بها أربع سنوات, والتعليم فيها بالعربية ما عدا بعض المواد المهنية: كالسلوك المهني ( أخلاقيات المهنة, والتشريع المدرسي، وطرق التدريس العام، والتعليم المصَغَّر, والإدارة المدرسية, ومادة اللغة الفرنسية).

     

     

     

     

    الثاني ــ اتجاه الدّراسة الجامعية, شعبة اللغة العربية بكلية الآداب:

    فعندما افتُتِحت جامعة بماكو عام 1996م ضُمَّ تعليم اللغة العربية إلى بقية اللغات الحية المدروسة في الدراسة الجامعية: الإنجليزية ـ الألمانية ـ الروسية, وتقوم على أمره شعبة ( (Sectionوتتكون الشعبة العربية في هذه الكلية من تخصصين:

    1- التخصص في اللغة العربية فقط unilingue.

    2- والتخصص في اللغتين: العربية والإنجليزيةbilingue  .

     يلزم أن يكون للطالب شهادة ثانوية, فبعد ذلك تُجرى مسابقة فيما يخص طلبة المدارس, وأما الطلاب في المدارس الحكومية ـ الفرنسية, يلتحقون بدون مسابقة إن كان عمر الطالب أقلَّ من عشرين عاما, ونسبة القبول لطلاب العربيةARABISAN  ضئيلة جدا, فالحكومة تأخذ نسبة معينة سنويا وهي 50 طالبا سنويا وهذا لا يلبي أدنى احتياجات طلبة المدارس العربية الذين يتخرّجون من المرحلة الثانوية, وأما بالنسبة لبقية المجالات كشعبة الإنجليزية على سبيل المثال فالحكومة تأخذ في بعض السنوات أكثر من ألف 1000طالب، وفي المجال اللغوي الذي ينقسم بين شعبة الإنجليزية والألمانية والعربية والروسية والصينية تجد المستعربين هم الأقلية, لماذا؟ وما ذنبهم؟ إلا أنهم تخرجوا من مدارس عربية أهلية مقارنة بطلاب الشعب الأخرى الذين تخرجوا من مدارس حكومية, ويمكن تبرير قلة نسبة التحاق خريجي المدارس العربية بالجامعة بقلة الإمكانيات المادية ومعاناة القسم في الجامعة من قلة الدعم, مقارنة بما تحظى به الأقسام الأخرى, الروسية والصينية والألمانية مثلا, كما قاله الزبيري. وهذا التعليل مرفوض, لأنّ

    فأغلب ميزانية دولتنا هي من الدول العربية, وحتّى المـَبَاني التي نتفاخر بها, هي من منشآت الدول العربية, والحقيقة هي أنّ الحكومة تعادي اللغة العربية وطلابها وتحاربها, إلا أنها لا تستطيع المجاهرة بذلك, فمهما يكن الدعم قليلا يمكن أخذ عدد لا بأس به, لأنّ كامل المنحة الشهرية تُقدَّم للعشرة الأوائل من الفائزين فقط, وتُقدم نصف المنحة لأصحاب الدرجة الثانية, وأما الذين بعدهم, يعني الدرجة الثالثة والأخيرة, فليست لهم منح في السنة الأولى, إلاّ بعد أن يلتحقوا بالسنة الثانية, فتُقدَّم لهم المنح, وليست كاملة بل النّصف, ومن نجح يأخذ كامل المنحة في السنة الثالثة.

    وقد أشار الأمين العام لمكتب جمعية اتحاد المدارس في إقليم كوليكورو إلى قلة نسبة الذين يلتحقون بقسم اللغة أو قسم التدريب المهني؛ لكون الجامعة وقسم التدريب يقبلان عددا ضئيلا.  

    لهذا فالطلبة المتخرَّجون من المرحلة الثانوية في المدارس العربية الإسلامية يعانون لكون المتحصِّلين على المنحة قليلين جدا, سواء كان الالتحاق بالجامعة داخل الدولة أم خارجها, وكذلك بجهود فردية, فمعظم الذين يذهبون إلى الخارج سواء إلى السعودية أو غيرها, إنّما يكون بإمكانياتهم الخاصة, أو يسافر إلى إحدى هذه الدول باحثا عن المقعد الدراسي في الجامعة, علّه يكون له حظ, وقليل ماهم, لذا فكّرت مدرسة دار القرآن والحديث في فتح كلية للدّراسات الإسلامية في مدينة طوبى في العام الدراسي 2007 ـــ 2008م/  1428/1429هـ بهدف الارتقاء بمستوى الطلاب ومساعدتهم على مواصلة دراستهم، وتسمّى بـ: كلية طوبى للدراسات الإسلامية, وتمّ نقلها إلى العاصمة بماكو في الموسم الدراسي 2010 ـــ 2011م.

    أهدافها: 

     ــــ   الارتقاء بمستوى الطلاب ومساعدتهم على مواصلة دراستهم.

    - تقديم التعليم الشرعي للطلاب في بيئتهم مما يجنبهم مشكلة التأقلم بعد التخرج.

    - نشر العلم الشرعي والمفاهيم الإسلامية الصحيحة وتصحيح الأوضاع والمفاهيم الخاطئة.

    - تنمية البحث العلمي وتحقيق التراث في المجال الشرعي.

    - تلبية حاجة المجتمع في التعليم والتربية والدعوة والإفتاء.

    حاجات الكلية: تحتاج الكلية – لكي تتغلب على بعض مشاكلها- إلى الآتي:

    1- المراجع العلمية لتكوين مكتبة إسلامية متكاملة تساعد الطلبة في الأبحاث.

    2- أجهزة كومبيوتر وملحقاتها لتأثيث فصول الحاسوب.

    3- منح دراسية للطلاب حتى يتمكنوا من مواصلة دراستهم في الكلية براحة بال.

    4- كفالة أساتذة الكلية.

     مهما يكن فإنّ أعظم عقبة أمام التّعليم العربي هو انعدام مواصلة الدراسة بعد المرحلة الثانوية, فهذه الكليات لا تكفي ولو بأدنى حدّ ممكن ولا تكفي لمتطلبات الطلبة, بل هي محاولات, كالمثل القائل " ما لا يُدرك لا يُتْرك "  لذا أكّد البعض على ضرورة وجود جامعة عربية أو كلية في الدولة لاستقبال الطلبة خريجي المرحلة الثانوية من المدارس العربية الإسلامية.

    ثانيا ــ نتيجة عدم مواصلة المرحلة الجامعيّة: 

    كلّ هذه العوامل كانت بمنزلة الضربة القاضية على التعليم العربي الإسلامي, فضاق عليه الفضاء, فكانت النتيجة الحتمية انقطاع الكثير من الطلبة عنها, وعدم الرغبة فيها, والدليل الذي يثبت ارتفاع نسبة التسرب المدرسي أو الفاقد التعليمي حسب التقدّم في المراحل الدراسية, ما أثبتته بعض الإحصائيات أنّ عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية في المدارس العربية الإسلامية في مالي تقدر بـ 83351 في العام الدراسي 1998 ـــ1999 م والمرحلة الإعدادية بـ10883  في العام نفسه، والمرحلة الثانوية بـ 1983 تلميذا. إذن فنسبة التسرب المدرسي مرتفعة بشكل فظيع في المدارس العربية، وتزداد في أوساط البنات أكثر, ولا أحد من المنتمين إلى التعليم راض بهذه النتائج.

      فاتُّهِمَت المدارس العربية أنّها مصنعة للبطالة! إذن فما مصداقية هذا القول؟ تعدّدت الآراء إلى ثلاثة آراء حول هذه المقولة:

    الرّأي الأول: المدرسة مصنعة للبطالة, وعِلَّتهم في ذلك, أنّ أغلب التلاميذ يتخرجون من هذه المدارس بالشهادة الإعدادية ـــ المتوسطة ـــ وهي ليست معتبرة ولا تسمح لهم بالتوظيف, لأنّ دارسة المرحلة الثانوية ليست متاحة للجميع, كما أنّ بعض الأولياء لا يقدرون على تحمُّل التكاليف, نظرا إلى رداءة الدّخل الفردي, وعندئذ لا يكون عند الطالب إلا مبادئ إسلامية فقط, لا تُؤَهِّله للقيام بعمل إسلامي جاد, فهذا مما يحتم الانقطاع عن الدراسة. وبناء على هذا يمكن القول إن البطالة ناتجة عن عدم إتمام المراحل الدراسية.

    الرّأي الثاني: المدرسة مصنعة للبطالة, ودليلهم أنّ طلاب المدارس لا يُتقنون أيّ شيء يمكن الاعتماد عليه في الحياة, ولم يدرسوا دراسة تساعدهم على تحسين أوضاعهم, لذا يقال إن المدرسة مصنعة للبطالة.

    الرّأي الثالث: القول إن المدرسة مصنعة للبطالة كلمة باطلة لا أساس لها من الصحّة, وكأننا ضربنا هدفين مختلفين, فالذين يدرسون في المدارس العربية ليس من أجل توظيفهم في إدارة الدولة؛ وإنّما ليفهموا دينهم

     

    ثم ليُصبحوا تجارا أو فلاحين, وباب التدريس واسع فلا يمكن للكل أن يعمل في الإدارة, وإنما يُعتبر طلبة المدارس الفرنسية هم البطالين في حقيقة الأمر, وهم الذين يكثرون في الطرقات

    فبناء على هذه الآراء, يمكن القول إنّ المدارس تصدق عليها هذه المقولة, لأن أغلبها ليست لها أهداف مرسومة, بل تسير كما اتّفق, ولو كان الهدف من تأسيسها هدف ديني بحت, لأنّها أصلا لم تُؤَسَّس لتوظيف خريجيها.  وأحترم الرأي القائل إنّ الطالب يتعلم ليفهم دينه ثم ليصبح تاجرا أو فلاحا, ولكن يبدو أنّه لو استُغِلّت هذه الطاقات بمهارة وذكاء وإخلاص لكانت النتائج إيجابية أكثر, فمن هنا ينبغي للمدارس جمع شتات المتخرجين تحت مظلة واحدة باسم جمعية أو لجنة لتوظيف قدراتهم في مجال التعليم والتدريس, لأن ّأغلب الذين ينقطعون عن التعليم لهم تبريرات معقولة أيضا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 3:14 pm