المطلب الثاني: واقع المدارس العربية الإسلامية:
أولا ــ تاريخ نشأة المدارس: كان التعليم العربي الإسلامي على النمط القديم، فكان طالب العلم يبدأ الدراسة بحفظ القرآن الكريم ثم يتلقى علوم الآلة كالنحو والصرف, ولم يكن التعليم وقتئذ منظما حتى سنة 1946م فأُنشئت مدارس عربية من قبل: سعد عمر توري, وأبي بكر تيام في مدينة سيقوعام 1946م , بعد أن ظهرت أول مدرسة عربية إسلامية على يد محمود باه في إقليم كاي 1946م, و لكن ليس لها شأن يذكر مثل المدرستين السابقتين، وكان الاستعمار بالمرصاد لهذه المدارس التي تُهدّد مصالحه وخطته, فحاول القضاء عليها, وبعد الاستقلال لم تتوقّف هذه المحاولات, فسارت الحكومة على منهج المستعمر, ولكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ هذا النّور.
في بداية الأمر اعتَبَرت الدولة المدارس العربية الإسلامية مهددة لنظام الحكم فعندما أقلق انتشارها السلطات المحلية, سعت إلى تقنينها بفتح مركز رقي اللغة العربية بوزارة التربية الوطنية عام 1977م لغرض متابعة التّعليم العربي, فتمّ إحصاء المدارس العربية الإسلامية, وأصدر مجلس الوزراء مرسوما جمهوريا بتحويلها إلى إشراف وزارة التربية الوطنية, وكان ذلك في جلسته الاعتيادية المنعقدة في 21 أبريل 1982م, وهكذا نالت المدارس الصبغة الشّرعية, واعتبرت مؤسسات تعليمية تخضع للسياسة التربوية الوطنية, كما تمّ توحيد المقررات الدراسية للمرحلة الأساسية, وتمّ رسميا تنظيم الشهادات فيها للمرحلتين الابتدائية في السنة الدراسية: 1985 ـ 1986م, والإعدادية في 1989 ـ 1990م.
ثانيا ـ المدارس العربية الإسلامية: كيفية تأسيسها, أهدافها, مناهجها ومقرّراتها:
1. كيفية تأسيسها: المدارس العربية الإسلامية هي مدارس أهلية وفردية, لذا فإنّ تأسيسها غالبا ما يَتِمّ بجهود فردية أو محلية, وقد تساهم بعض الجمعيات أو بعض الدول الخارجية في بناء بعض المدارس, كمعهد الدراسات الإسلامية ببراولي, الذي تم تأسيسه عام 1950م على يد دنبى وكي, فكانت تسمى بالمدرسة الاتّحاديّة ـ ولكن المبنى الجديد فقد بناه واغي محمد مصطفى, ابن المؤسِّسِ, بتبرعات من السعودية والكويت, وأمّا مدرسة سبيل الفلاح, ومدرسة النجاح والفلاح فأنشئتا بمجهودات فردية, وكذلك مدرسة دار القرآن والحديث أنشئت عام 1379هـ/1959م على يد محمد بن عبد القادر دكورى وعدد من معاونيه.
2. هدفها:
المدارس الأهلية مدارس دينية, أُسّست لأهداف دينية وثقافية, والغرض من ذلك هو تعليم الناس أمور
دينهم بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية التي هي وسيلة لفهم الدين, وهذا الهدف الديني يتنافى مع أهداف الحكومة في كثير من المجالات, لذا لم تَحْظَ هذه المدارس بمساندة من الدولة, بل استعملت هذه الأخيرة أساليب متعدِّدة لإماتتها. ويتجلى الهدف الديني أكثر في أهداف مدرسة دار القرآن والحديث, وهي كالتالي:
1. تبليغ الرسالة الإسلامية الخالدة إلى العالم أجمع عن طريق الدعوة والتربية والتعليم.
2. تطهير المجتمع الإسلامي من الخرافات والبدع.
3. إرجاع المسلمين إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد r.
4. تنمية ودعم الوحدة والترابط بين المسلمين طبقا لتعاليم القرآن والسنة.
5. إعداد المتخرجين من مدارس الجمعية إعدادا متينا يؤهلهم للقيام بمهمة الدعوة والتعليم والإرشاد.
3. مناهجها ومقرراتها الدراسية:
البرامج المـُتَّبعة في هذه المدارس مختلفة وغير ثابتة, فعند نشأة هذه المدارس لم تكن هناك برامج ثابتة لدى كثير من المدارس، فكان المدير يستجلب بعض الكتب من الدول العربية كالسعودية ومصر والمغرب والجزائر, فيُكوّن منها المقرر الدراسي, ولكن بعض المديرين استطاعوا أن يضبطوا برنامجا ثابتا ومنظما لمدارسهم كمدرسة سبيل الفلاح ومدرسة النجاح والفلاح.
وكانت المواد الدراسية تقتصر على المواد الدينية واللغة العربية, إلى أن جاءت فكرة التعليم الثنائي, يعني العربي _ الفرنسي (FRANCO_ ARAB) بعد أن عجزت الحكومات عن إنهاء دور التعليم العربي الإسلامي, وهذه الفكرة تهدف إلى علْمنة المدارس العربية الإسلامية, أي إبعاد المدارس عن هدفها الدّيني. فقامت الحكومة بوضع مناهج للتعليم العربي وتم ذلك بالتعاون مع بعض المتخرجين من المعاهد العالية في الدول العربية فوضعوا برنامجا وطنيّا, تجرى الشهادة على أساسه إلاّ أنّ هذا المنهج الحكومي المقترح للمدارس العربية الإسلامية لم ير النور بعد, رغم ما أدخلت فيه من الإصلاحات بجهود من جمعية اتّحاد المدارس لعدم توفر المراجع, وهذا مما أدى إلى صعوبة في تطبيق المنهج, وكما علّل البعض عدم تطبيقه أيضا بضعف إمكانيات المدارس وهذا بصفة عامة, وإلاّ فقد تمكَّنَ بعض مكاتب اتحاد المدارس من وضع مقررات دراسية لكل منهج لتسهيل التدريس على الأساتذة, كمكتب كوليكورو على سبيل المثال, بحيث وضعوا مقررات دراسية, أمّا من لم يتمكَّن من ذلك بقي على منهجه القديم.
ومهما يكن فإن الحكومة قد سعت إلى وضع المنهج دون أن تُفَكّر في توفير المقررات والكتب التي يمكن الرجوع إليها, وقد أشار العديد من الأساتذة إلى هذه المشكلة, فبناء على ما سبق يبدو أنّ المدارس الأهلية هي أقرب إلى الشكل التقليدي, لأنّها بعيدة كلّ البعد عن أهدافها المنشودة، وأغلب هذه المدارس تنمو كالفطريات ولا تخضع لمنهج معيَّن منتظم ولا لمقررات مضبوطة, بل تتخَبَّط أغلبها خبْطَ عشواء, لأن المواد المدرّسة فيها غير مُقَنَّنَة,كما تختلف كذلك معايير الشهادات فيها.
4. موادها الدراسية: المواد الدراسية في المدارس العربية الإسلامية يمكن تقسيمها على النحو التالي:
1. المواد الدينية المتمثّلة في: القرآن الكريم, الحديث النبوي, السيرة النبوية, التوحيد يعني العقيدة, الفقه, التاريخ الإسلامي, التفسير. وهكذا.
2. المواد اللغوية المتمثلة في: النحو, الصرف, البلاغة.
3. المواد العصرية: التاريخ, الجغرافية, الرياضيات, العلوم يعني علم الأحياء, الفيزياء والكيمياء، ويمكن الإشارة هنا إلى أنّ هذه المواد تُدْرس لأجل المشاركة في الشهادة الحكومية في مرحلتي الابتدائية والإعدادية, غير أنّها تحتاج إلى إعادة نظر، كما أنشأت الحكومة معهدًا لإعداد المعلمين, المسمّى بـ: (معهد الهجرة التربوي) عام 1997م في مدينة تمبكتو لغرض تلبية حاجة المدارس العربية إلى معلمين أكفاء أكاديميا ومهنيا في مجال المواد العلمية, ويتكون من شعبتين وهما:
1) شعبة الإعداد العام: وهي لتكوين مدرسي المرحلة الابتدائية.
2) شعبة التخصص: وهي لتكوين مدرسي المرحلة الإعدادية في المواد العلمية: الرياضيات, والكيمياء والفيزياء.
أولا ــ تاريخ نشأة المدارس: كان التعليم العربي الإسلامي على النمط القديم، فكان طالب العلم يبدأ الدراسة بحفظ القرآن الكريم ثم يتلقى علوم الآلة كالنحو والصرف, ولم يكن التعليم وقتئذ منظما حتى سنة 1946م فأُنشئت مدارس عربية من قبل: سعد عمر توري, وأبي بكر تيام في مدينة سيقوعام 1946م , بعد أن ظهرت أول مدرسة عربية إسلامية على يد محمود باه في إقليم كاي 1946م, و لكن ليس لها شأن يذكر مثل المدرستين السابقتين، وكان الاستعمار بالمرصاد لهذه المدارس التي تُهدّد مصالحه وخطته, فحاول القضاء عليها, وبعد الاستقلال لم تتوقّف هذه المحاولات, فسارت الحكومة على منهج المستعمر, ولكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ هذا النّور.
في بداية الأمر اعتَبَرت الدولة المدارس العربية الإسلامية مهددة لنظام الحكم فعندما أقلق انتشارها السلطات المحلية, سعت إلى تقنينها بفتح مركز رقي اللغة العربية بوزارة التربية الوطنية عام 1977م لغرض متابعة التّعليم العربي, فتمّ إحصاء المدارس العربية الإسلامية, وأصدر مجلس الوزراء مرسوما جمهوريا بتحويلها إلى إشراف وزارة التربية الوطنية, وكان ذلك في جلسته الاعتيادية المنعقدة في 21 أبريل 1982م, وهكذا نالت المدارس الصبغة الشّرعية, واعتبرت مؤسسات تعليمية تخضع للسياسة التربوية الوطنية, كما تمّ توحيد المقررات الدراسية للمرحلة الأساسية, وتمّ رسميا تنظيم الشهادات فيها للمرحلتين الابتدائية في السنة الدراسية: 1985 ـ 1986م, والإعدادية في 1989 ـ 1990م.
ثانيا ـ المدارس العربية الإسلامية: كيفية تأسيسها, أهدافها, مناهجها ومقرّراتها:
1. كيفية تأسيسها: المدارس العربية الإسلامية هي مدارس أهلية وفردية, لذا فإنّ تأسيسها غالبا ما يَتِمّ بجهود فردية أو محلية, وقد تساهم بعض الجمعيات أو بعض الدول الخارجية في بناء بعض المدارس, كمعهد الدراسات الإسلامية ببراولي, الذي تم تأسيسه عام 1950م على يد دنبى وكي, فكانت تسمى بالمدرسة الاتّحاديّة ـ ولكن المبنى الجديد فقد بناه واغي محمد مصطفى, ابن المؤسِّسِ, بتبرعات من السعودية والكويت, وأمّا مدرسة سبيل الفلاح, ومدرسة النجاح والفلاح فأنشئتا بمجهودات فردية, وكذلك مدرسة دار القرآن والحديث أنشئت عام 1379هـ/1959م على يد محمد بن عبد القادر دكورى وعدد من معاونيه.
2. هدفها:
المدارس الأهلية مدارس دينية, أُسّست لأهداف دينية وثقافية, والغرض من ذلك هو تعليم الناس أمور
دينهم بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية التي هي وسيلة لفهم الدين, وهذا الهدف الديني يتنافى مع أهداف الحكومة في كثير من المجالات, لذا لم تَحْظَ هذه المدارس بمساندة من الدولة, بل استعملت هذه الأخيرة أساليب متعدِّدة لإماتتها. ويتجلى الهدف الديني أكثر في أهداف مدرسة دار القرآن والحديث, وهي كالتالي:
1. تبليغ الرسالة الإسلامية الخالدة إلى العالم أجمع عن طريق الدعوة والتربية والتعليم.
2. تطهير المجتمع الإسلامي من الخرافات والبدع.
3. إرجاع المسلمين إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد r.
4. تنمية ودعم الوحدة والترابط بين المسلمين طبقا لتعاليم القرآن والسنة.
5. إعداد المتخرجين من مدارس الجمعية إعدادا متينا يؤهلهم للقيام بمهمة الدعوة والتعليم والإرشاد.
3. مناهجها ومقرراتها الدراسية:
البرامج المـُتَّبعة في هذه المدارس مختلفة وغير ثابتة, فعند نشأة هذه المدارس لم تكن هناك برامج ثابتة لدى كثير من المدارس، فكان المدير يستجلب بعض الكتب من الدول العربية كالسعودية ومصر والمغرب والجزائر, فيُكوّن منها المقرر الدراسي, ولكن بعض المديرين استطاعوا أن يضبطوا برنامجا ثابتا ومنظما لمدارسهم كمدرسة سبيل الفلاح ومدرسة النجاح والفلاح.
وكانت المواد الدراسية تقتصر على المواد الدينية واللغة العربية, إلى أن جاءت فكرة التعليم الثنائي, يعني العربي _ الفرنسي (FRANCO_ ARAB) بعد أن عجزت الحكومات عن إنهاء دور التعليم العربي الإسلامي, وهذه الفكرة تهدف إلى علْمنة المدارس العربية الإسلامية, أي إبعاد المدارس عن هدفها الدّيني. فقامت الحكومة بوضع مناهج للتعليم العربي وتم ذلك بالتعاون مع بعض المتخرجين من المعاهد العالية في الدول العربية فوضعوا برنامجا وطنيّا, تجرى الشهادة على أساسه إلاّ أنّ هذا المنهج الحكومي المقترح للمدارس العربية الإسلامية لم ير النور بعد, رغم ما أدخلت فيه من الإصلاحات بجهود من جمعية اتّحاد المدارس لعدم توفر المراجع, وهذا مما أدى إلى صعوبة في تطبيق المنهج, وكما علّل البعض عدم تطبيقه أيضا بضعف إمكانيات المدارس وهذا بصفة عامة, وإلاّ فقد تمكَّنَ بعض مكاتب اتحاد المدارس من وضع مقررات دراسية لكل منهج لتسهيل التدريس على الأساتذة, كمكتب كوليكورو على سبيل المثال, بحيث وضعوا مقررات دراسية, أمّا من لم يتمكَّن من ذلك بقي على منهجه القديم.
ومهما يكن فإن الحكومة قد سعت إلى وضع المنهج دون أن تُفَكّر في توفير المقررات والكتب التي يمكن الرجوع إليها, وقد أشار العديد من الأساتذة إلى هذه المشكلة, فبناء على ما سبق يبدو أنّ المدارس الأهلية هي أقرب إلى الشكل التقليدي, لأنّها بعيدة كلّ البعد عن أهدافها المنشودة، وأغلب هذه المدارس تنمو كالفطريات ولا تخضع لمنهج معيَّن منتظم ولا لمقررات مضبوطة, بل تتخَبَّط أغلبها خبْطَ عشواء, لأن المواد المدرّسة فيها غير مُقَنَّنَة,كما تختلف كذلك معايير الشهادات فيها.
4. موادها الدراسية: المواد الدراسية في المدارس العربية الإسلامية يمكن تقسيمها على النحو التالي:
1. المواد الدينية المتمثّلة في: القرآن الكريم, الحديث النبوي, السيرة النبوية, التوحيد يعني العقيدة, الفقه, التاريخ الإسلامي, التفسير. وهكذا.
2. المواد اللغوية المتمثلة في: النحو, الصرف, البلاغة.
3. المواد العصرية: التاريخ, الجغرافية, الرياضيات, العلوم يعني علم الأحياء, الفيزياء والكيمياء، ويمكن الإشارة هنا إلى أنّ هذه المواد تُدْرس لأجل المشاركة في الشهادة الحكومية في مرحلتي الابتدائية والإعدادية, غير أنّها تحتاج إلى إعادة نظر، كما أنشأت الحكومة معهدًا لإعداد المعلمين, المسمّى بـ: (معهد الهجرة التربوي) عام 1997م في مدينة تمبكتو لغرض تلبية حاجة المدارس العربية إلى معلمين أكفاء أكاديميا ومهنيا في مجال المواد العلمية, ويتكون من شعبتين وهما:
1) شعبة الإعداد العام: وهي لتكوين مدرسي المرحلة الابتدائية.
2) شعبة التخصص: وهي لتكوين مدرسي المرحلة الإعدادية في المواد العلمية: الرياضيات, والكيمياء والفيزياء.